[6ولد جان دي لافونتين في الثامن من يوليو في عام 1621، وتوفي في الثالث عشر من أبريل في عام 1695. يعتبر أشهر كاتب قصص خرافية (القصص التي تدور أحداثها على ألسنة الحيوانات والطيور) في تاريخ الأدب الفرنسي.<br />يقول عنه فلوبير إنه الشاعر الفرنسي الوحيد الذي استطاع أن يفهم تراكيب اللغة الفرنسية ويتمكن من استخدامها قبل عصر هوجو. قامت فرنسا في عام 1995 بإصدار مجموعة من الطوابع البريدية احتفاءً منها بشخصية لافونتين ومجموعة أعماله المعروفة باسم أساطير لافونتين. كذلك، تم عرض فيلم عن حياته في فرنسا في أبريل من عام جج2007دد (وكان الفيلم بعنوان Jean de La Fontaine - le défi (جان دي لافونتين؛ الجريء) وهو من بطولة لورنت دويتش)السنوات الأولى من حياته<br />ولد لافونتين في بلدة شاتو تيري في منطقة شامباين التي تقع في شمال شرق فرنسا. والده هو تشارل دي لافونتين، كان يعمل كمسئول عن حماية الغابات والممتلكات الحكومية في دوقية شاتو-تيري. أما والدته، فهي فرانسوا بيدو، وتنتمي أصولها من ناحية والديها إلى أعلى المراتب بين الطبقة الوسطى في المقاطعة الفرنسية التي تنحدر أصولها منها، ولكنها لا تنتمي إلى طبقة النبلاء. وكان والده يمتلك ثروة معقولة.<br />تلقى جان - وهو الابن الأكبر لأسرته - تعليمه في المدرسة الثانوية الفرنسية (وهي مدرسة لتعليم قواعد اللغة) في مدينة ريمز الواقعة في شمال شرق فرنسا. وفي أواخر أيام دراسته في المدرسة، التحق بأبرشية (منشأة دينية تعرف باسم Oratory) وذلك في مايو من عام 1641، ثم بالمعهد اللاهوتي Saint-Magloire في أكتوبر من نفس العام. ولكن أثبتت له إقامته القصيرة في هذه الأماكن إنه أخطأ اختيار المستقبل المهني الذي يجب أن يسلكه. ويبدو إنه اتجه بعد ذلك لدراسة القانون، ويقال إنه قد تم قبوله في مهنة محام.<br />[عدل]حياته الأسرية<br />على الرغم من ذلك، استقرت حياة لافونتين الأسرية - أو على الأقل أتيحت له الفرصة لذلك - في وقت مبكر من حياته. ففي عام 1647، تنازل له والده عن منصبه - كمسئول عن حماية الغابات والممتلكات الحكومية الخاصة بدوقية شاتو تيري - وقام بالترتيبات اللازمة لزواج ابنه من ماري هيريكار - وهي فتاة في سن الرابعة عشر - منحته عشرين ألفًا من الجنيهات كما كان زواجه منها يعني توقع الفوز بإرث أكبر. وبالرغم من الذكاء والجمال الذين كان يبدو أنها تتمتع بهما، فإن الزوجين لم يكونا على وفاق. ولا يوجد مطلقًا ما يثبت الفضيحة الغامضة التي أُلصقت بسلوكها؛ تلك الفضيحة التي تناقلت على ألسنة أعداء لافونتين الشخصيين ممن يروجون الشائعات وأحاديث النميمة. وكل ما يمكن الجزم به عن شخصيتها هو تلك الأقاويل التي وصفتها بأنها ربة منزل مهملة وأنها مدمنة قراءة الروايات. أما لافونتين نفسه، فقد كان يبتعد عن منزله باستمرار ولم يكن شديد الالتزام بمبدأ الإخلاص الزوجي. وكان أيضًا رجل أعمال سيئ للغاية لدرجة جعلت شئونه التجارية تدخل دائمًا دائرة المآزق التي لا فكاك منها. وهكذا، كان لا بد من الفصل بين ممتلكات الزوجين في عام 1658. وقد تمت إجراءات هذا الفصل بشكل ودي تمامًا لمصلحة الأسرة؛ وبخطوات بطيئة. وبالرغم من ذلك، توقف الزوجان عن الحياة تحت سقف منزل واحد - دون وجود أي نزاع حقيقي بينهما - وعاش لافونتين الجزء الأكبر من السنوات الأربعين الأخيرة في حياته في باريس بينما استقرت زوجته في بلدة شاتو-تيري التي كان لافونتين يزورها بانتظام. وأنجب الزوجان ابنًا واحدًا في عام 1653، وقد تولت والدته تعليمه ورعايته بشكل كامل.<br />[عدل]مستقبل لافونتين الأدبي في باريس<br />حتى أثناء السنوات الأولى من زواجه، كان لافونتين يتردد على باريس كثيرًا، ولكنه لم يصبح زائرًا منتظمًا للعاصمة الفرنسية حتى عام 1656. وكانت واجبات منصبه - التي ترتبط بمناسبات ومواسم معينة - متوافقة تمامًا مع عدم استقراره في مكان واحد.ولم تتضح معالم مستقبله الأدبي حتى ذلك الوقت الذي ناهز فيه الثلاثين من عمره. ويقال إن الأعمال التي قرأها للشاعر والناقد الفرنسي ماليرب كانت هي التي أطلقت شرارة الخيال الشعري في وجدان لافونتين. ولكنه استمر في محاولات أدبية لا قيمة لها على غرار الأشكال الأدبية السائدة في عصره مثل كتابة أنواع من القصائد مثل: القصيدة القصيرة المختتمة بفكرة ساخرة والقصيدة ذات الثلاث مقاطع التي يتألف كل مقطع منها من ثمانية أبيات أو عشرة والقصيدة ذات الثلاثة عشر بيتًا وقافيتين وما إلى ذلك.<br />كانت أول أعماله الجادة هي ترجمة أو الاقتباس عن المسرحية الكوميدية Eunuchus التي كتبها الكاتب المسرحي الروماني Terence (المعروف باسم ترنتيوس) في عام 1654. كان الراعي الأول للحركة الأدبية في فرنسا في ذلك الوقت هو فوكاي؛ الذي كان يشغل منصب الوزير الفرنسي المسئول عن تدبير الموارد المالية واستخدامها والذي تعرف إليه لافونتين عن طريق جاك جانار الذي كانت تربطه بلافونتين قرابة المصاهرة. ونادرًا ما كان من يتقرب من فوكاي يذهب خالي الوفاض من فيض سخائه. وهكذا، تلقى لافونتين منحة حكومية تقدر قيمتها بألف جنيه (في عام 1659)، واستلم المبلغ على دفعات تصاحب كل نسخة ينتجها من الأشعار. وبدأ أيضًا في كتابة مزيج أدبي من النثر والشعر بعنوان Le Songe de Vaux عندما كان في المنزل الريفي الشهير الذي كان فوكاي يملكه.<br />كان هذا هو الوقت الذي كان يتحتم فيه فصل ممتلكات زوجته عن ممتلكاته حتى تبقى بمأمن بعيدًا عن فشله المادي، وكان عليه أن يبيع ببطء كل ما يملكه؛ الأمر الذي لم يلقِ له لافونتين بالاً لأنه لم يكن أبدًا يفتقر إلى وجود من يرعاه من ذوي النفوذ والثروة. وفي نفس العام، كتب قصيدة ذات ثلاثة مقاطع يتألف كل منها من ثمانية أبيات أو عشرة بعنوان Les Rieurs du Beau-Richard ثم، تلاها العديد من المقطوعات التي تنتمي لشعر المناسبات والتي كان يتوجه بها لشخصيات متنوعة تتدرج في منزلتها من الملك نفسه إلى كل من يليه في المرتبة.<br />سرعان ما جلب فوكاي على نفسه استياء الملك، ولكن لافونتين - مثل باقي زملائه من الأدباء الذين كان لفوكاي فضلاً كبيرًا عليهم - استمر في إخلاصه له. وتعتبر المرثاة التي تحمل عنوان Pleurez, Nymphes de Vaux دون شك هي الدليل الوحيد على ولائه له.ويعتقد إنه من الممكن أن تكون رحلته إلى ليموج في عام 1636 بصحبة جانارت والتي تم وصفها - وإرسال هذا الوصف إلى زوجته - بطريقة تتسم بما هو أعمق من طريقة الكتابة التلقائية العادية التي يكتب بها عامة الناس مما يجعل من الصعب أن يكون جانارت هو من كتبها.<br />في هذا الوقت بالتحديد، كانت شئونه المالية تعاني من الأزمات التي لا تبشر بالخير. وألحق لافونتين ووالده دون وجه حق لقب esquire (وهو لقب يعني المبجل، ويلحق عادةً باسم الأسرة) باسم عائلتهما. وكانت بعض المراسيم الصادرة بالفعل تجرم هذا التصرف؛ فقام أحد الوشاة باستخدامها واستصدار حكم ضد الشاعر بدفع غرامة قيمتها ألفين من الجنيهات. وعلى الرغم من ذلك، فقد وجد لافونتين حماية جديدة من الحكم الذي صدر ضده عند دوق بويون، وكذلك عند دوقة بويون. كما وجدها عند الإقطاعيين الذين كانوا يفوقوه في المكانة الاجتماعية في بلدة شاتو تيري. وهكذا، لم يسمع أحد بعد ذلك عن هذه الغرامة.<br />وجه لافونتين بعضًا من أكثر أشعاره حيوية إلى الدوقة ماري آن مانسيني وهي أصغر بنات إخوة الكاردينال الإيطالي مازاران. من المحتمل أن يكون استحسان الدوق والدوقة لشعر الشاعر الإيطالي Ariosto له علاقة بأول كتابات لافونتين ذات الأهمية - وهي كتاب Contes - الذي خرج إلى النور في عام 1664. في هذا الوقت، كان لافونتين قد بلغ الثالثة والأربعين من عمره وكانت أعماله التي تم نشرها بالفعل قليلة الأهمية نسبيًا، وذلك على الرغم من أن الكثير من أعماله كان يتم تداولها في نسخ مكتوبة بخط اليد قبل أن تتم طباعتها بصفة منتظمة.71374693.gif[/img][/size]