ملاحم نارت الشركسية هي سلسلة من القصص التي تعود أصولها إلى منطقة القفقاس / القوقاز الشمالي. وهي تمثل الأساطير الأساسية للمجموعات البشرية التي تسكن المنطقة؛ بعضها مجرد قصص بسيطة، لكن لبعضها الآخر قيمة أسطورية تاريخية باعتبارها إبداعا أسطوريا قديما. أول المواد المكتوبة ظهرت باللغة الروسية على يد الكاتب الشركسي نغومه شورة الذي دونها ما بين عامي 1835 م و1843 م ونشرت بعد وفاته عام 1861 م، ظهرت ترجمتها الألمانية عام 1866 م والعربية نحو عامأكثر الملاحم شهرة
ساوسروقة
النسخ الأكثر شهرة والتي تعرض للدراسة الجادة هي تلك التي جاءت من الفلكلور الأوسيتي والشركسي، ثم الأبخازي والأبازي، كما تظهر الملاحم النارتية في فلكلوري القرشاي ـ بلقار والشيشان والأنغوش.
النارتيون هم عرق أسطوري ينحدر من العمالقة والأبطال، ومن أهم الشخصيات التي تذكر في الملاحم بشكل متكرر نذكر:
ساوسروقة: وهو بطل أسطوري تعرضه بعض القصص كبطل شجاع في حيث يذكر أحيانا باعتباره محتالا.
ستناي: هي أم النارتيين، رمز الخصب.
لبش: حداد جبار، وهو الرجل الأسطوري الذي أشرف على ولادة ساوسروقة من داخل الحجر.
[عدل]الأساطير النارتية واليونانية
تلتقي الملاحم النارتية والأساطير الإغريقية من حيث موضوعاتها في بعض الأحيان. إذ تذكر على سبيل المثال قصة بروميثيوس الذي سرق النار وقيّد إلى جبل، فتعتبر عناصرها مشابهة لملاحم نارت. كما ينظر البعض إلى هذه العناصر أو الأفكار المشتركة كأدلة على تقارب قديم ما بين شعوب الأديغة واليونانيين القدماء.
[عدل]أصلها
استخدم عالم اللغويات جرجيس داميزل التقسيم الأوسيتي للنارتيين إلى ثلاث طبقات لدعم فرضيته التي تقول: أن الشعوب الهندوأوروبية الأولى كانت تنقسم بصورة مشابهة إلى ثلاثة أقسام (المقاتلين، الكهنة، العامة). واستنادا إلى النسخ الأوسيتية على وجه الخصوص فقد اعتبرت الملاحم لوقت طويل وبشكل واسع على أنها بقايا لثقافات شعوب إيرانية قديمة مثل السكيثيين والسارماتيين والآلان الذين يعتبرون الأجداد القدماء للأوسيتيين.
لكن جون كولاروسو المتخصص في علم الإنسان يقول بأن: هذه النظرة تصبح غير عادلة وأن من الواجب أخذ النسخ الأخرى المحفوظة من الملاحم لدى الشراكسة وأقربائهم بعين الاعتبار، فرغم أن حضور أصل إيراني قديم أمر لا يريد إنكاره إلا أن النسخ الباقية في القفقاس الشمالي تتمتع بقيمة عالية نظرا لأصالتها ونوعيتها. إنها تحتفظ بكل التفاصيل الغريبة التي تحتوي على حطام وفتات وبقايا التقاليد والمعتقدات القديمة، مقارنة بالنسخ الأوسيتية التي أعيدت صياغتها لتشكل نصا قصصيًا أكثر سلاسة.[1]
وفي كتاب بعنوان من سكيثيا إلى كاميلوت يتوقع المؤلفان أن مجموعة من العناصر التي ظهرت في أساطير الملك آرثر قد استمدت من الملاحم النارتية. ويعتقدان بأن الانتقال تم أثناء هجرة بعض قبائل الآلان إلى شمالي فرنسا إبان العهد الذي ولدت فيه أساطير الملك آرثر.
[عدل]ترجمتها