Admin Admin
عدد المساهمات : 892 تاريخ التسجيل : 19/08/2013
| موضوع: الغرب في العصور الوسطى الإثنين أغسطس 26, 2013 11:47 pm | |
| كان يطغى على الغرب طابع المسيحية في فترة العصور الوسطى, بالإضافة لطابعه "اللاتيني" و"الفرنجي" ذو الديانة الكاثوليكية, حيث الشرق كان بقي على وضعه كإمبراطورية أورثوذوكسية ذات اللغة اليونانية كلغة رسمية. وبعد تنصيب شارلمان ملكا على الجزء الغربي, عرفت المنطقة باسم بلاد الفرنجة من قبل جيرانهم البيزنطيين والمسلمين.
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في روما, كانت معظم الأعمال الأدبية والفنية اليونانو-رومانية في خطر الزوال, وكانت محصورة في منطقة إيطاليا وبلاد الغال, مما يجعلها مركز الغرب الجديد. عانت أوروبا من الانقسام السياسي وظهور الممالك والإمارات, وتحت سلطة الملك, ظهر نظام الإقطاعية كمظهر من مظاهر ذلك العصر. نصب شارلمان أمبراطورا على الروم من قبل البابا عام 800, تخلل فترة حكمه ظهور أفكار النهضة, وإحياء الفن, الدين والأدب في مركز الكنيسة الكاثوليكية. عبر سياسة شارلمان الداخلية والخارجية, ساعد على إعادة تشكيل الغرب وإضافة السمات المميزة للعصور الوسطى. عرف من قبل الفرنسيين باسم "شارل الأول", في ألمانيا باسم "كارل الأكبر" (بالألمانية: Karl der Große) ورأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وبإعادة الإمبراطورية الرومانية الغربية للحياة من جديد, شكلت خطرا على جارتها الشرقية, ووترت العلاقة بين القسطنطينية وروما.
الكثير من أسس العالم ما قبل الروماني الثقافية كانت موضوعة قبل سقوط إمبراطورية روما القديمة, وقد تم إعادة تشكيلها من قبل المسيحية. حيث حلت المسيحية مكان ديانات روما الوثنية في القرنين الخامس والسادس وأصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية وذلك بعد تعميد الإمبراطور قسطنطين الأول, وكانت سببا في توحيد أبناء شعب الإمبراطورية الغربية[10]. أصبحت العلوم والفنون والأدب تدرس حصرا في الكنيسة[11], مما شكل أحد أسباب عدم اندثارهم. أسست الكنيسة العديد من الأديرة, الكاتدرائيات, الجامعات ومدارس علم اللاهوت في فترة القرون الوسطى وحيث العديد منها قد بقيت حتى الوقت الحاضر[12]. في ذلك الوقت, كانت الكنيسة الوسيلة للعديد من الرجال للوصول إلى السلطة ولمراكز القوة, مما يدل على تأثير سلطة الكنيسة الواسع في أوروبا آنذاك[13]
في الجانب الآخر, وفي ظل تطور فلسفة العقل في اليونان وتأثير الديانات التوحيدية في بلاد الشام وخاصة الإسلام. بدأت قوة العالم الإسلامي الثقافية تؤثر على أوروبا, وبعد انحسار الاهتمام بالعلوم والآداب اليونانية في أوروبا خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية, وفي البقاع لتي اعتنقت المسيحية سابقا لكنها لم تكن تحت سلطة الإمبراطورية مثل إيرلندا[14]. على أي حال, قام الإمبراطور الشرقي جستنيان الأول (آخر الأباطرة الشرقيين الذين تكلموا اليونانية كلغة رسمية) قد أغلق الأكاديمية عام 529, حيث يتخذ عادة هذا التاريخ كنهاية العصور القديمة, وقد تمت المحافظة على التاريخ القديم الكلاسيكي من الإمبراطورية البيزنطية وخاصة في العاصمة القسطنطينيةو التي صمدت لألف عام, وذلك قبل سقوطها بيد الأتراك العثمانيين. تمت الحفاظ على العمل بقانون جستنيان وخاصة في إدارة العلاقات التجارية والسياسية بين القسطنطينية ودول وممالك الغرب مثل البندقية. تم الحفاظ على الثقافة اليونانية والتوسع بها حتى بعد ازدهار الثقافة الإسلامية, والذي حلت تدريجيا محل التأثير الروماني-البيزنطي على مناطق البحر المتوسط, الشرق الأوسط, شمال إفريقيا وإيبيريا, وقد امتدت حتى حدود اليونان والتي أصبحت الثقافة المسيطرة على تلك المنطقة. في مناطق العالم الغربي البعيدة, تمت إعادة الاعتبار للثقافات اليونانية والرومانية القديمة خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية وذلك من قبل بعض المؤرخين ودعاة الدين المسيحي الإيرلنديين[14] مثل القديس كولومبا عن طريق نشر الدين المسيحي والتعاليم باللغة اللاتينية خلال أوائل فترة العصور الوسطى, وبفضل البيزنطيين والمسلمين أواخر فترة العصور الوسطى ومن خلال عصر النهضة. اكتشاف العالم الجديد لكريستوفر كولومبوس
بعد إعادة العمل بقانون جستنيان في العالم الغربي خلال القرن العاشر, إزداد الاهتمام بدراسة القانون, مما شكل أحد مظاهر إعادة ترسيم الحدود بين الغرب والشرق. أصبح القانون الروماني أساسا لكل مفاهيم القوانين والأنظمة في مناطق حكم الفرنجة والكنيسة الكاثوليكية[15] والذي تأثيره يبدو واضحا حتى الوقت الحاضر. وتم تشكيل مفاهيم مثل الحقوق المدنية, التساوي بين الأفراد, المساواة بين الجنسين, الديمقراطية واعتبارها اسسا للقوانين في العالم الغربي[16].
شجع الغرب على نشر المسيحية والتي ارتبطت بقوة بنشر الثقافة الغربية. وبفضل تأثرها بالثقافة والحضارة الإسلامية[17] (التي حفظت جزء كبير من الثقافات القديمة لمناطق الشرق الأوسط, الهند, الأندلس, فارس, روما وحضارة الإغريق) والتي اقتبست منها خلال الحملات الصليبية على بلاد الشام. ترجمت الأعمال الأدبية العربية غلى اللغة اللاتينية خلال العصور الوسطى. وبعد فتح القسطنطينية وسقوط الإمبراطورية البيزنطية من قبل الأتراك العثمانيون, تمت هجرة العديد من المسيحين اليونان إلى مدن وممالك مثل البندقية حاملين معهم العديد من آثار الثقافة البيزنطية وبدؤوا بتعلم اللغة واعمال الأدب والعلوم اليونانية. تأثير الثقافتين العربية واليونانية كان أحد أسباب بدء عصر النهضة[18]. خلال فترة القرن الخامس عشر والسابع عشر تم انتشار الثقافة الغربية في كل أرجاء العالم وذلك خلال فترة عصر الاستكشاف وبعدها تأثير الإمبريالية في فترة القرنين الثامن عشر والعشرين. | |
|